كانت الأزمة التي واجهتنا هي مرض الكوليرا الذي تفشى في سيراليون في عام 2012. وهذا المرض يسبب الإسهال الحاد والقيء ويؤدي إلى الفقدان السريع للسوائل. وقد يصبح المرض قاتلا إذا لم يتلق الشخص العلاج. وكان مرض الكوليرا في سيراليون ينتشر في المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها. وأدى نقص العيادات الصحية إلى ترك الناس دون علاج، ما أسفر عن الانتشار السريع للمرض الشديد العدوى.
استجاب الصليب الأحمر بإنشاء مراكز الإماهة الفموية للإسعاف الأولي من أجل علاج أكثر من 22000 مصاب. وفي مراكز الإماهة الفموية، تلقى المرضى أملاح الإماهة الفموية وسُجلت الزيارات. وعلى هذا النحو، كان لدى كل مركز من مراكز الإماهة الفموية معلومات أساسية تسمح لنا بوقف تفشي المرض. وكانت هذه المراكز على دراية بكل ما يتعلق بالمجتمعات المحلية التي تتواجد فيها، ولديها معلومات عن كيفية انتشار الأمراض وأماكن انتشارها. ولكننا لم نتمكن من الوصول إلى هذه المعلومات بطريقة فعّالة. فقد كان المشرفون يتجولون على دراجات نارية، ويجمعون المعلومات ويُدخلونها في جداول بيانات - وهي عملية استغرقت وقتا أطول مما يلزم لنتمكّن من تقديم استجابة ملائمة للأحداث في الوقت الفعلي.
وكشف تفشي الكوليرا في سيراليون عن الحاجة إلى نظام أفضل للمعلومات.
كانت هذه الأزمة هي التي أشعلت لدينا جذوة الفكرة التي أدت إلى الابتكار. فكان في إمكاننا، بإيجاد طريقة بسيطة ومنخفضة التكلفة ويُتاح الوصول إليها في الوقت الفعلي للحصول على البيانات من المجتمعات التي تقع خارج الشبكة والتي تفتقر إلى الرعاية الصحية أو الكهرباء أو الفيسبوك، أن ننقذ المزيد من الأرواح، بل وربما أيضا أن نمنع الفاشيات قبل وقوعها. وفي أعقاب فاشية الكوليرا، اختبر الصليب الأحمر النرويجي نُظم مختلفة للرصد المجتمعي أثناء تفشي مرض فيروس الإيبولا في سيراليون وأثناء تفشي الطاعون في مدغشقر. ولكن اتضح أن جميع النُظم التي خضعت للاختبار تتطلب الكثير من المتابعة اليدوية من الأشخاص. وقد أثبت ذلك الحاجة إلى أداة يمكن أن تسجل البيانات وتحللها وتظل في الوقت نفسه سهلة الاستخدام بالنسبة إلى المتطوعين المحليين والجمعيات الوطنية.
بدأنا في برمجة نظام للرصد المجتمعي لحركة الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر بفضل المساعدة الممتازة التي قدمها المساهمون من مجتمع التكنولوجيا النرويجي. وبحلول نهاية عام 2019، كان مجتمع المتطوعين التابعين لنا قد اتسع ليشمل المبرمجين في داكار بالسنغال وبروكسل ببلجيكا – ليتجاوز بذلك عددهم 250 متطوعا من أكثر من 10 بلدان!
أنشأ الصليب الأحمر النرويجي منصة Nyss بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والصليب الأحمر البلجيكي. وأُنشئت المنصة بالتعاون الواسع النطاق بين دوائر صناعة التكنولوجيا والأوساط الأكاديمية والصليب الأحمر والقطاع الإنساني، وبدعم وإسهام من أكثر من 250 متطوعا في أوروبا وأفريقيا. وأسهم هؤلاء المتطوعون الرائعون بتنظيم فعاليات بشأن البرمجة في أوسلو بالنرويج وبروكسل ببلجيكا وداكار بالسنغال. وقد منحوا وقتهم ومهاراتهم وطاقتهم لخدمة غرض نبيل، ولهم منا عظيم الامتنان على ذلك!
بدأ إنتاج النسخة الأولى من المنصة في مايو 2018. وجُرِّبت في صوماليلاند على أيدي جمعية الهلال الأحمر الصومالي وأثناء عملية الاستجابة للكوليرا في موزامبيق في عام 2019.
أسفر التزام متطوعينا وشركائنا وجهودهم عن إطلاق منصة Nyss في فبراير 2020. واستُخدمت المنصة منذ إطلاقها رسميا في العديد من الاستخدامات الطارئة وغير الطارئة للرصد المجتمعي ولمراكز الإماهة الفموية أثناء الاستجابة للكوليرا، بما في ذلك في البلدان التالية:
- الكاميرون
- جزر سليمان
- جنوب السودان
- الصومال
- سيراليون
- طاجيكستان
- غينيا
- فيجي
- نيجيريا
- أوغندا
المستخدمون السابقون أو الاستخدامات خلال حالات الطوارئ تشمل:
- السنغال
- اليمن
- ملاوي