
يُعرَّف الرصد المجتمعي بأنه الكشف المنتظم عن الأحداث ذات الأهمية للصحة العامة والإبلاغ عنها داخل المجتمع من قبل أفراده. وقد استُخدم هذا النهج بنجاح في العديد من الحالات لتعزيز النظم الصحية القائمة، كما توصي به منظمة الصحة العالمية للكشف السريع عن الأحداث غير المعتادة والأمراض ذات الإمكانات الوبائية، خاصة في البيئات المعقدة ومخيمات النازحين وأثناء الأوبئة.
نظرًا للسياق المعقد للأزمة التي يمر بها البلد، ينفذ الهلال الأحمر البوركيني منذ يناير 2021 برنامجًا للرصد المجتمعي في المقاطعات الصحية كايا وفادا وأواهيغويا. وقد أنشأ نظامًا للكشف المبكر والتبليغ يعتمد على متطوعين مدربين ومجهزين بشكل خاص. ويجري حاليًا رصد تسعة أمراض ذات إمكانات وبائية، بما في ذلك شلل الأطفال الرخو الحاد (AFP)، إضافةً إلى الأحداث غير المعتادة. وقد ساهم متطوعو هذا المشروع في الإبلاغ عن عدة حالات من شلل الأطفال الرخو الحاد في مقاطعتي فادا (تانغاي) وأواهيغويا (زيمبا وكوسويندي)، والتي تم تأكيدها لاحقًا. وتوضح بيانات نشرة المراقبة الصحية لمقاطعة أواهيغويا للأسبوع الوبائي 51 ذلك بجلاء، حيث شارك متطوعو الرصد المجتمعي في الإبلاغ عن 9 إنذارات (حالات مشتبه بها تطابق التعريف المجتمعي للحالة) من أصل 22 حالة أُبلغ عنها، وهو عدد يفوق بكثير التقدير السنوي للمقاطعة البالغ 6 حالات مشتبه بها في عام 2022. وخلال الفترة نفسها، أشارت النشرات الوبائية الصادرة بانتظام عن وزارة الصحة إلى وجود حالات أخرى في مقاطعات صحية مختلفة، مما أثار قلقًا أكبر.
وأمام إعادة ظهور هذه الحالات، أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال. ومن أجل المساهمة في تطعيم أكبر عدد ممكن من الأطفال، شارك الهلال الأحمر البوركيني من خلال مشروع الرصد المجتمعي في الحملة.
المنهجية
- لتحقيق أهدافها، اعتمدت اللجنة البوركينية للهلال الأحمر عدة استراتيجيات تكاملية، منها:
- التدريب المنتظم والإشراف على متطوعي الرصد المجتمعي، مع التبليغ والمشاركة المستمرة بالمستجدات مع وزارة الصحة وفريق الصحة المشترك.
- تعبئة الموارد البشرية (المشرفين والمتطوعين) لدعم حملة التطعيم.
- مشاركة المشرفين والمتطوعين في الاجتماعات التحضيرية في مراكز الصحة الأولية (CSPS) المعنية.
- القيام بزيارات منزلية من قبل المتطوعين العاملين مع عمال الصحة المجتمعيين (ASBC) بشكل ثنائي.
- تقديم دعم مالي للمقاطعة لتوفير الوقود للإشراف والتنقل لفرق التطعيم.
النتائج
نُفذت الحملة بين 25 و28 نوفمبر 2022، وأسفرت عن تطعيم أكثر من 4 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 0 و59 شهرًا على المستوى الوطني.
شارك جميع المتطوعين والمشرفين المعبئين في الاجتماعات التحضيرية، مما أتاح التخطيط العملي لأنشطة الحملة. وقد تم تعبئة 99 متطوعًا ومشرفين اثنين على مدار 4 أيام. لعب بعض المتطوعين دور المعبئين المجتمعيين للمساهمة في رفع الوعي وتشجيع المجتمع على تلقي اللقاح، فيما شارك آخرون مباشرة في إعطاء اللقاح للأطفال. وساهم المتطوعون في تطعيم ما مجموعه 29,570 طفلًا. على سبيل المثال، قُدرت مساهمة 4 متطوعين في مركز الصحة الأولية في القطاع 11 بمدينة فادا بحوالي 1,000 طفل، أي أن هؤلاء الأطفال كانوا سيفوتهم التطعيم ويظلون معرضين للإصابة بشلل الأطفال لولا دعم هؤلاء المتطوعين. كما ساهم دعم المقاطعة بالوقود في تحسين جودة الحملة من خلال تمكين فرق الإشراف من زيارة مراكز الصحة الأولية.
المناقشة
قُدرت هذه الجهود تقديرًا كبيرًا من قبل الطرفين، أي وزارة الصحة والهلال الأحمر البوركيني. وقد رحب العاملون في الصحة بنجاح هذا البرنامج، وأعربوا عن أملهم في تكراره مستقبلًا. كما عبر المتطوعون، خاصة الجدد منهم، عن شعورهم بالرضا المعنوي لمساهمتهم في إنقاذ الأرواح، في حين قدَّر عمال الصحة المجتمعيون التعاون مع المتطوعين، مما سهل عملهم وخفف من أعبائهم. وقد تحققت نتائج مماثلة في منطقتي بوكلي دو موهون وهاوت باسن في عام 2021، حيث لاقت الجهود المشتركة بين المتطوعين وعمال الصحة المجتمعيين إشادة من جميع الأطراف. ومن المتوقع أن تتيح أدوات محددة لاحقًا حساب المساهمة الإجمالية للمتطوعين في الحملات، بما يسمح بتقدير أفضل لمساهمة الهلال الأحمر البوركيني.
الخلاصة
لقد أتاح دعم الهلال الأحمر البوركيني لوزارة الصحة في الكشف المبكر، ثم المشاركة في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، تلقي آلاف الأطفال للقاح. وقد تم تحقيق هذه الأهداف بكفاءة من خلال تعاون وثيق بين السلطات الصحية والمتطوعين. كما تعتزم السلطات تكرار هذه المبادرات مستقبلًا.