تنفذ جمعية الهلال الأحمر الصومالي، بالتعاون مع الصليب الأحمر النرويجي، أنشطة الرصد المجتمعي منذ عام 2018 في عدة مناطق بالصومال. وفي عام 2021، بدأ فرع الجمعية في جالكعيو مشروع الصحة المجتمعية، بما في ذلك الرصد المجتمعي، بهدف تقليل مخاطر تفشي الأمراض وتعزيز الإنذار المبكر والاستجابة على مستوى المجتمع. ويرتبط ارتفاع خطر التفشي في هذه المناطق بعدة عوامل، منها محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية، وسوء ظروف المعيشة والنظافة، وانخفاض معدلات التطعيم. وتعاونت الجمعية مع وزارة الصحة منذ بداية المشروع وشاركتها في مراحل التقييم والتصميم والتخطيط والتنفيذ.
يُنفذ الرصد المجتمعي من خلال مزيج من الرصد القائم على المؤشرات المرضية والرصد القائم على الأحداث، بهدف الاستعداد للأوبئة والاستجابة لها. وقد درّب الفرع 119 متطوعاً في 54 موقعاً – حضرياً وريفياً – على اكتشاف والإبلاغ عن علامات وأعراض الإسهال المائي الحاد، والحمى والطفح الجلدي، والحمى والسعال/ضيق التنفس والإرهاق، والشلل الرخو الحاد، بالإضافة إلى رصد التجمعات غير المعتادة من الأمراض أو الوفيات لاكتشاف الأوبئة الجديدة أو النادرة المحتملة.
يتلقى المتطوعون معلومات من المجتمع عن الأشخاص المرضى أو يكتشفونهم أثناء تنفيذ أنشطة التوعية الصحية الروتينية. ثم يبلّغون عن المخاطر الصحية عبر رسائل نصية مشفرة إلى منصة "Nyss" للرصد المجتمعي، وهي نظام مخصص طورته حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر لتمكين الإبلاغ الفوري وتحليل البيانات وإدارة البرامج، مع مشاركة المعلومات مع وزارة الصحة للتحقيق والتسجيل في أنظمة الترصد الوطنية.
منذ بدء التنفيذ، تم اكتشاف عدة تفشيات، من بينها اكتشاف الحصبة الألمانية مؤخراً:
في 17 يوليو 2023، أبلغ متطوعو الجمعية في قرية تبعد حوالي 15 كم عن عيادة "بعادوين" بمنطقة مودوغ عن حالتين لطفلين ظهرت عليهما أعراض خفيفة من الحمى والطفح الجلدي. كان الطفلان قد تلقيا لقاح الحصبة في حملة سابقة نفذتها العيادات المتنقلة للجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة بعد تفشي الحصبة. كما قام المتطوعون بتنفيذ أنشطة توعية صحية في المجتمع لتشجيع التدابير الوقائية. وفي 29 يوليو، اكتشف المتطوع أربع حالات أخرى مشابهة في القرية نفسها وأبلغ عنها مجدداً عبر منصة Nyss. وبعد التحقق من مطابقة البلاغ للتعريف المجتمعي للحالة، أبلغت الجمعية وزارة الصحة في الولاية، التي أرسلت فريق استجابة فورياً.
في 30 يوليو 2023، زار فريق التحقيق في التفشي – المكوّن من فريق الصحة المجتمعية للجمعية وضابط الترصد في وزارة الصحة وفني مختبر – القرية وجمع عينات من الأطفال المصابين لاختبار الحصبة، وكانت النتائج سلبية، مما استدعى إجراء فحوص إضافية للحصبة الألمانية، والتي جاءت إيجابية. ونظراً لعدم توفر لقاح MMR (التطعيم الثلاثي) في الولاية، ركزت استجابة الجمعية على التوعية المجتمعية. كما دخلت الجمعية في مناقشات مع وزارة الصحة حول الخطوات التالية، بما في ذلك الدعوة للحصول على اللقاحات والفحوص التشخيصية اللازمة من منظمة الصحة العالمية.
وقد تكللت جهود المناصرة بشأن النكاف والحصبة الألمانية بالنجاح: حيث من المقرر تنفيذ حملة تطعيم بلقاح MMR (التطعيم الثلاثي) في ولاية بونتلاند عام 2024.
